حلقة جديدة من مسلسل صراع النفوذ بين روسيا وإيران سقط في أحداثها اليوم أبو البراميل وصهر الأسد أيمن جابر، فتمّ الحجز على ممتلكاته بضغط من روسيا التي تدرك أنه يقف وراء استهداف قاعدتها الجوية في حميميم بالطيران المسيّر بتكليف من إيران.
حسمت روسيا قرارها بالاستفراد بمنطقة الساحل السوري وقطع كل الأذرع الإيرانية منه، وها هي تبتر ذراعا آخر لها بعدما أوقفت مشروع الطاقة الكهربائية الذي وقعه النظام السوري مع ملالي طهران، وكان من المقرر تنفيذه في ضواحي اللاذقية.
قبل شهور نشرت شبكة إعلام اللاذقية موضوعا مفصلا حول دور إيران بقصف القاعدة الجوية الروسية في حميميم بالطيران المسيّر، وكانت معلوماته من مصادر موثوقة، وخطوة اليوم تشير إلى أن روسيا تأكدت من هذا الدور الذي كان ينفذه أيمن جابر بإطلاق الطائرات من مصنع للعبوات البلاستيكية يمتلكه على قريبا من المطار.
واضطر النظام للتخلي عن أهم داعميه في حربه على السوريين استجابة للضغط الروسي الذي لا يملك الوقوف بوجهه، وهو الذي بات لعبة تتقاذفها الأيادي حسب مناطق النفوذ، متناسيا الخدمات الجليلة التي قدمها له جابر، ومنها عشرات الآلاف من البراميل المتفجرة، ومجموعات تشبيحية شاركته معاركه ضد السوريين.
ويمتلك المدعو أيمن جابر تاريخا طويلا من الإجرام والتشبيح، بدأ مع ابن عم الرئيس فواز الأسد في مطلع ثمانينيات القرن الماضي بتهريب المخدرات والسلاح، واستمر حتى اليوم ولكن على نسق أعلى من الإجرام والقتل، عبر فيها محطات كبيرة مثل قيادته لمرفأ اللاذقية لسنوات طويلة، وهيمنته على تجارة وتصنيع الحديد، واشتراكه بتهريب النفط الإيراني، قبل أن تتم تصفيه نشاطاته بعدما لعب مع الكبار، وأي كبار.. إنها روسيا المافياوية.
وفي السيرة الذاتية للمجرم أيمن جابر أنه تزوج حفيدة كمال الأسد “الرجل القوي” وأحد أهم المقربين من رأس النظام، وأنشأ عدة شركات تجارية واستثمارية وأهمها في مجالات الحديد والصلب والنفط، ودخل عالم الإعلام بتمويله قناتي “الدنيا” و “لنا”.