أخبار تازة بالصورة

حرائق غير مسبوقة تلتهم ريف ومدن الساحل والسكان يستغيثون

النيران وصلت المنازل

اللاذقية- محمد الساحلي

لم تقتصر الحرائق على الغابات فقط بل امتدت إلى عدة مناطق سكنية في مدن الساحل، فقد اندلعت النيران ليلا في أحد أحياء مدينة جبلة وكذلك في طرطوس واللاذقية، وباتت السيطرة عليها صعبة للغاية مع ارتفاع درجات الحرارة، فيما تتوالى استغاثات السكان ويظهر جليا عجز المؤسسات الرسمية عن إخمادها أو وقف تمددها.

في التفاصيل، اندلعت أولى الحرائق في قرية فرزلا بريف القرداحة قبل ثلاثة أيام وأسفرت في يومها الأول عن مقتل ثلاثة رجال إطفاء حاصرتهم النيران التي امتدت فيما بعد إلى عدة قرى مجاورة مخلّفة عشرات الهكتارات من الغابات إلى رماد تذره الرياح.

ويوم أمس الاثنين اندلعت النيران في عشرات المواقع الغابية في مناطق جبلة والحفة وبانياس والقرداحة وطرطوس، وأعلنت مديرية الزراعة في اللاذقية عجزها عن وقف تمددها بسبب شدة الرياح الشرقية الجافة وارتفاع درجات الحرارة إضافة للنقص بالعنصر البشري والمعدات اللازمة للإطفاء.

وتشارك أفواج الإطفاء في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة وجمص في عمليات الإطفاء والتبريد دون جدوى، رغم محاولة السكان مساعدتهم إلا أن عدد سيارات الإطفاء الجاهزة قليل مقارنة بحجم الحرائق وانتشارها.

ولم تشارك القاعدة الجوية الروسية في حميميم بعمليات الإطفاء رغم امتلاكها سيارات حديثة وطائرات مروحية متخصصة بإطفاء الحرائق.

يدرك السكان أن مجموعات الشبيحة التي تتبع لأقارب الأسد هي من تتعمد إشعال الحرائق مستغلّة الجو الجاف الذي يسهّل تمددها إلى مساحات واسعة بغية تحويل الأشجار إلى فحم يتاجرون به، ثم يقومون باستصلاح الأراضي المحروقة واشتثمارها أو بيعها، وكانوا دائما يقومون بهذه الأعمال الذي كان أشهر رجالها فواز الأسد ابن عم رأس النظام، ليرثه الجيل الثاني من أسرة الأسد.

وكان مفاجئا اندلاع حرائق في أبنية رسمية ومنشآت خاصة في مدن اللاذقيةو وجبلة وطرطوس يوم أمس الاثنين، ولم يتم إطفاؤها حتى فجر الثلاثاء “موعد كتابة التقرير”، الأمر الذي دفع السكان لإطلاق نداءات استغاثة في واد لا يسمعهم أحد فيه أو يهتم لأمرهم، فيما دعت بعض صفحات التواصل الاجتماعي المواطنين للتطوع بالمشاركة في عمليات إطفاء النيران التي باتت تهدد حياتهم في أرياف ومدن الساحل.