أخبار تازة

ماذا طمرت محافظة اللاذقية في قرية البصّة.. مكبّ نفايات أم مدرج طائرات؟

المكبّ الذي طمرته محافظة اللاذقية بإيعاز روسي

خاص- شال

قررت محافظة اللاذقية إغلاق مكب النفايات في قرية البصة الواقعة قريبا من أوتوستراد دمشق على طريق منطقة الحفة، يبدو الخبر عاديا في ظل ما يظهره نظام الأسد من حرص على صحة المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرته، لكن لهذا المكب قصة أو قصص كثيرة خافية على السوريين.

ما القصة؟ استخدم المدعو أيمن جابر الملقب “أبو البراميل” وهو رجل إيران القوي في الساحل السوري المكبّ منصة لإطلاق طائرات الدرونز لاستهداف القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، وذلك بأمر مباشر من قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني لإبقاء الروس في حالة استنفار دائم إلى جانب النظام تؤمن له التغطية الجوية لتحركات جيشه وتدعم تمدّد الميليشيات الإيرانية، ظنّا منه أنهم لن يعرفوا مصدر انطلاقها، إضافة لسبب آخر متمثل بالتنافس على النفوذ في سوريا والمناكفات بين الطرفين حول ذلك.

روسيا منذ البداية تدرك أن فصائل المقاومة في ريف اللاذقية وكذلك هيئة تحرير الشام لا تمتلك طائرات مسيرة حديثة يمكنها الوصول لقاعدتها في حميميم، وهي على اطلاع دقيق بأن جابر وسليماني يوجهانها من مكب نفايات البصّة ومن معمل للعبوات البلاستيكية في القرية ذاتها، غير أنها لم تقم بردة فعل على هذا الاستهداف، واستخدمته ذريعة لا تنضب من أجل توسيع رقعة نفوذ جيش النظام في إدلب وبالتالي النفوذ الروسي.

الآن يصدر قرار إغلاق المكب بعدما حوصر أيمن جابر وطلب منه النظام التوقف عن صناعة البراميل المتفجرة بأمر من روسيا شمل تهديدا شديد اللهجة بوقف كل نشاط له صلة بالعمل العسكري بما في ذلك دعمه لمجموعة تشبيحية يقودها ابن شقيقه، وطبيعي أن يفهم من ذلك التوقف عن توجيه الطيران المسيّر إلى القاعدة الروسية، روسيا تريد من ذلك أيضا قطع اليد الإيرانية من الساحل السوري، فهي منطقة تصنفها في خانة الحصرية بها.

وهذا ما حصل، وأكده مراسل شبكة إعلام اللاذقية المعارضة محمد الساحلي حيث أشار إلى تسريح موظفي معمل العبوات البلاستيكية القريب من المكبّ وحتمية إغلاقه ربما خلال أيام، والذي يعتبر المنصة الثانية لإطلاق لطيران المسيّر.

هكذا تنهي روسيا تمثيلية الطيران المسيّر، وتوعز لمحافظة اللاذقية بردم مكبّ نفايات البصّة، مع ما يحمله من أسرار ليست خافية عليها، ولكن مصدرا خاصا بشال أشار إلى تجهيز الحرس الثوري الإيران مكانا آخر لإطلاق الطيران المسيّر على القاعدة الروسية في حميميم، ورجح أن يكون في قرية “ضهر بركات” التي تتبع منطقة جبلة.

ليس هذا فحسب، قرية البصّة.. تعرضت في بداية الثورة السورية قبل ثمانية أعوام لعدة غارات جوية إسرائيلية، وقبل عامين، استهدفتها صواريخ أمريكية انطلقت من البحر دون التصريح عن ذلك، إن فيها أسرار لا يدركها إلا من يخفيها والمخابرات الغربية، حاول محمد الساحلي اكتشاف ما تخبئ غير أن كل ما صوّره وما استطاع الحصول عليه من معلومات لا يتجاوز ما كتبناه.