لا شك بأنه ليس اللقاء الأول بين الجولاني زعيم جبهة النصرة وضباط أتراك، لكن الجديد هذه المرة هو ما سمعه “الإرهابي” من الدولة الضامنة.
شبكة إعلام اللاذقية شال، حصلت على معلومات من مصدر شديد القرب من أحد طرفي اللقاء، نختصر أهمها بالنقاط التالية:
اللقاء المشار إليه جرى يوم السبت 31/8 في مدينة اسكندرون على ساحل المتوسط، حضره ثلاثة ضباط برتب عالية في المخابرات التركية إضافة للجولاني وأحد شرعيي فصيله إضافة لحارسه الشخصي الذي ادعى الجولاني أنه مستشار له.
جرى اللقاء في شقة فارهة على سفح جبل اسكندرون باتجاه البحر، وبدأ في الساعة الثالثة عصرا، ولم تتجاوز مدته الساعة، عرض فيه ضابط تركي يدعى “أحمت” على الجولاني إعلان حلّ ما أسماه هيئة تحرير الشام على أن يتم تحويل عناصرها السوريين إلى الجيش الوطني الذي ترعاه تركيا، وأن تعمل تركيا على إعادة مقاتليها الأجانب إلى بلادهم عبر طيرانها ومطاراتها.
كما تضمن العرض أن تتولى تركيا استقبال الجولاني وتأمين السكن والحماية له، والطلب من الدول الغربية رفع اسمه من قائمة الإرهاب.
وطلب “أحمت” من الجولاني بلهجة تحمل صيغة التهديد قبول العرض معتبرا أنه مناسب، لأن روسيا والنظام السوري ومعهم إيران مصرّون على إستعادة السيطرة على إدلب، وألمح بأن تركيا لن تكون قادرة على منعهم من ذلك رغم امتلاكها عديد الأوراق في يدها، لكنها ليست مضطرة لرميها في سلة واحدة، وأشار إلى أنها ستجد طريقة مناسبة لانسحابها أمامهم إن لم يقبل العرض.
واستفاض ضابط المخابرات التركية بشرح المواقف الدولية من إدلب والقضية السورية ووصفها بالمتواطئة مع الطرف الآخر رغم سقوط قتلى بين صفوف المدنيين وتهجير الكثيرين خلال الهجوم الأخير على ريفي إدلب وحماة.
ومن ناحيته، بدا الجولاني “حسب مصدرنا” متوترا، وتأخر ردّه عدة دقائق ساد خلالها الصمت حتى بدأ الضباط الأتراك بالتململ ضجرا وربما غيظا، وتحدث أخيرا باقتضاب عن وضع ما أسماها المقاومة في إدلب وأشار إلى أن رجاله يستطيعون صدّ العدوان مع الفصائل، وهنا قاطعه ضابط تركي بغضب لم يستطع إخفاءه متسائلا: وكيف ستتصدى للطيران الذي سيسوي المنازل بالأرض، وأين سيلجأ المدنيون.
وسأله الضابط الثالث: هل تظن أن الفصائل يمكن أن تعمل معك وتأمن جانبك، لكن الجولاني رد بهدوء طالبا منهم أن تتولى تركيا تحييد الطيران إما بتزويده بمضادات أرض- جو أو الاشتراط على روسيا عدم مشاركة الطيران في المعركة، أما بالنسبة للمدنيين فيمكنهم النزوح مؤقتا من مسرح العمليات والعودة إليها لأن النصر سيتحقق على المهاجمين.
وعاود “أحمت” الحديث مشيرا إلى أن أمريكا ومعها الغرب تريد حلا للمشكلة في إدلب “لن تكون ضمنه” “فكّر جيدا”.
ويبدو أن هذه الجملة كانت إشارة من الضابط التركي بقرب انتهاء المقابلة، وهنا طلب منه الجولاني مهلة للتفكير ومشاورة شرعيي النصرة وأمرائها “يوما أو يومين”.
يقول مصدرنا إنه كان من اللافت أن الجولاني لم يستخدم مصطلحات مثل ” الجهاد” و”المجاهدين” بل “مقاومة” و مقاتلين”، الأمر الذي دعاه للقول بأن قبول الجولاني لعرض معدّل بعض أمر وارد لدرجة كبيرة.
ما علمته شبكة إعلام اللاذقية أن لقاءات أخرى جرت بعد ذلك وما تزال، حضر بعضها الجولاني، لكنه انتقل بشكل مفاجئ يوم أمس الثلاثاء إلى أنقرة بطائرة خاصة من مطار هاتاي.
ومن سوء الطالع أننا في شبكة إعلام اللاذقية لم نتمكن من الاطلاع على مجريات اللقاءات اللاحقة بسبب ابتعاد مصدرنا عنها.
للعلم:
- حضر الجولاني إلى اسكندرون بطائرة مروحية تركية أقلّته من الداخل السوري
- تناول المجتمعون طعام الغداء سويّا، وتردّد الجولاني بتناول الوجبة الجاهزة التي قدّمت له، فبادر ضابط تركيا بتناول بعض منها ليزيل خوفه.