لعل بقية المناطق السورية أصابها ما أصاب اللاذقية يوم الخميس صباحا، حوادث وجلطات ولدغات أفاعي نتج عنها وفيات عدة، والسبب هو قطع الاتصالات الهاتفية في المدينة الذي ترى مديرية التربية والقيادة انها الوسيلة الوحيدة لمنع طلاب الثانوية الذين يتقدمون لامتحانات الدورة التكميلية من الغش.
في إحصاء سريع لحوادث وقعت خلال الامتحانات تبين أنه نتج عنها مقتل ثلاثة أشخاص، الأول رجل مسن بحادث سير قرب قرية الجنديرية رفض العابرون نقله بسياراتهم خوفا من اتهامهم بصدمه وعدم القدرة على الاتصال بالإسعاف لقطع الاتصالات، أما الثاني فمات بلدغة أفعى في قرية بيت ياشوط حين كان يعمل في بستانه ولم يتمكن من الاتصال بالإسعاف كذلك، وفي الحالة الثالثة أصيبت إمراة في قرية شرّيفة بجلطة لم تحضر سيارة الإسعاف لنقلها للمشفى للسبب ذاته، حيث تم نقلها إليه بسيارة خاصة دون رعاية طبية فتوفيت قبل وصولها للمشفى.
لاشك أن حوادث أخرى وقعت لم ترد أخبار عنها، ويستغرب سكان محافظة اللاذقية قطع الاتصالات بحجة منع الغش الامتحاني فيما تستمر شبكة الانترنت بالعمل وهي الوسيلة الأسهل لعمليات الغش.
وأبدى كثير منهم الغضب من هذه الخطوة عير المناسبة للغاية المستهدفة، وتحدّث بعضهم أن مراقبي الامتحانات يسهّلون عمليات الغش مقابل المال، وقد سبق ضبط حالات عديدة لرشاوى قدمها الطلاب مقابل الغش، أما أهم حالات الغش وأكثرها انتشارا في اللاذقية فهي قيام الشبيحة وأبناء ضباط الأمن بإدخال إجابات الامتحانات أمام الأساتذة عنوة.
