نافذة بحرية

إنجازات الأسد غير الشنكليش والبراميل

بشار الأسد إنجازات لا تحصى

عبد السلام حاج بكري

على سبيل المثال لا الحصر، نستعرض فيما يلي أبرز إنجازات بشار الأسد منذ حكم سورية قبل 19 عاما حتى اليوم، وإن قصرنا أو أغفلنا إيراد بعض المهم منها أعينونا على تسجيله لتخليده في التاريخ والصفحات..

أول إنجازات الأسد تمثلت بالسماح لإيران بالتغلغل في سورية شعبيا ورسميا، تحكّمت بالقرار السياسي، استولت على مقدرات البلد، لا سيما منها التاريخية والآثار، فتح الباب لها على مصراعيه لنشر التشيّع، وفي السياق ذاته أوعز بتغيير المناهج في المراحل الدراسية الأولى والجامعية لتغدو أقرب إلى الفكر الفارسي الشيعي منها إلى العربي والإسلامي، وفي هذا خالف والده الأكثر دهاء، الذي لم يسمح بالتمدد الفارسي إلا بمقدار يسمح له باستمرار التحكم بالقرار السوري الذي فقده ابنه منذ السنوات الأولى لحكمه.

في مقابل تفريس سورية دعم الأسد الصغير التطرّف الإسلامي السنّي وخصّص مساجد بعينها لتدريس منهج الجهاد العابر للحدود بإشراف ضباط المخابرات بشكل مباشر، تخرج منها آلاف وظفهم لاحقا في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وجبهة النصرة، وتحكّم بالفصيلين من خلال هؤلاء، وكان قبل ذلك حاول الاستثمار فيهما مع أمريكا عبر زجهم في الجهاد ضدها في العراق.

سلّم بشار الشأن الاقتصادي لخاله محمد مخلوف وابنه رامي، فوضعا أيديهما على كل المفاصل المهمة فيه، حتى باتت سوريا اقتصاديا مزرعة لهذا الثنائي، ويخطئ من يظن أنهما يعملان من أجل الأسد وأن سرقتهما لموارد البلد تصب في حساباته، لا ، هو يعمل بإمرتهما، بل ويتخذانه “وجه قباحة” لأفعالهما الشنيعة.

ازدحمت المدن بالسيارات الرخيصة، وانتشرت كالهشيم معامل تصنيع العلكة والمحارم الورقية وتجميع سيارات سابا وشام وماركات أخرى بإشراف إيراني، تراجع مستوى الانتاج الزراعي الحيوي مثل القطن والحبوب.

ادعى فتح أفق جديد للعمل السياسي، أطلق عليه بداية ربيع دمشق، لكنه لم يلبث أن تحول خريفا، بعدما أوقع بكل من حاول أن يشتم هواء الربيع، وزجهم في سجونه إلا من تمكن من الهرب قبل ذلك.

أزاح بداية كل رجالات عهد أبيه الأقوياء من العسكر والأمنيين، ولم يلبث أن أعادهم للعمل كاستشاريين بعدما فرض عليه محمد مخلوف ذلك.

بشار قتل رفيق الحريري أهم شخصية سنيّة في المنطقة بإيعاز إيراني، مفسحا المجال واسعا لهيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية، وقد كان رئيس الحكومة السابق سدا منيعا في وجهه، يضبط العلاقة بين السنّة والشيعة في لبنان ويدير بحنكة الترويكا اللبنانية.

قبل هذا وغيره أدى الرئيس الجديد لسورية ما بعد حافظ مراسم الحج للماسونية العالمية بزيارتين إلى إسبانيا وبريطانيا عقب تسلمه، وضمن بذلك حصانة ستكون درعا واقيا له في وجه أعاصير قد تهبّ في وجهه كالذي أحدثته الثورة السورية.

انحدر مستوى التعليم الجامعي في عهد الرئيس الشاب إلى الحضيض وخرجت جامعة دمشق من التصنيف العالمي للجامعات بسبب تسليم عملية التدريس والمناهج لخريجي روسيا والدول الإشتراكية السابقة من أبناء طائفته الذين أوفدهم والده تحضيرا للهيمنة الطائفية على الجامعات، سمح بالتعليم الجامعي الخاص الذي دخله تجار لا أكاديميون، وافتتحت عشرات الدكاكين التي تمنح شهادات لا قيمة لها مقابل المال وحده.

وصولا إلى ثورة الكرامة والحرية التي هب الشعب السوري مطالبا بها، يريد إزاحة الديكتاتور الجاثم بغباء وعمالة على الجسد السوري، هنا جنّ جنون بشار وقرر المواجهة حتى النهاية.

لم يستطع جيشه الذي بناه مع والده على امتداد 40 عاما من الصمود في وجه عشاق الحرية، فاستعان مطمئنا للصمت الدولي بميليشيات حزب الله، وفشلا بوقف تمدد الثوار، فاستحضر الميليشيات الطائفية من العراق وإيران وأفغانستان والباكستان، وتمّ ذلك على الغالب بنصيحة أمريكية تجسيدا للحلف الاستراتيجي مع إيران.

أوشك بشار على السقوط رغم كل ما استدعى من مرتزقة، ورغم تدفق المال الإيراني وسلاحها والرجال ومشاركة الحرس الثوري ممثلا بفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، فأوعزت حكومة العالم الخفية للدّب الروسي بالتدخل لإنقاذ الدمية التي سموها زورا رئيسا، وهنا نجح الأمر وتنفس بشار الصعداء غير آبه إلا بكرسيه في المهاجرين، بعدما باتت كل البلد رسميا بأيدي روسيا وبعضها بأيد إيرانية، وغدا الشاب مجندا لدى كليهما يستدعيانه مخفورا إليهما متى أرادا.

أهم أنجازاته خلال الثورة تمكّنه من قتل مئات الألوف ممن يفترض أنهم شعبه، هجّر نصف سكان البلد، دمّر المدن والبنى التحتية، باتت سوريا ثلاثا، مفيدة ومعارضة وكردية.

تسبب بشار بمقتل 200 ألف شاب من طائفته من خلال زجهم بمعارك ضد أبناء وطنهم ممن خرجوا مطالبين الكرامة، لكنه عوّض عن كل قتيل منهم إما بساعة حائط أو بعلب من التبغ المعسل أو شرشف وربما بطانية للمدعومين منهم، وبعض ذويهم نال عنزة أو علبة مته مقابل أبنائهم.

لا يزال الرجل يحقق إنجازا تلو الآخر، وأحدثها صناعة أنصاره لأكبر صدر كنافة في العالم، وقبلها أكبر قرص شنكليش، وفي كليهما أدخل بشار اسم سوريا في كتاب غينيس للأرقام القياسية، وكان يستحق تسجيل اسمه كأول رئيس يتمكن من فعل ما فعل بدولته، ولا سيما ببراءة اختراع تفرّد بها عن كل رؤساء العالم وهي البراميل المتفجرة.

عصية على الإحصاء إنجازات هذا الرئيس، وأكرر أن باب التذكير بها مفتوح من خلال التعليقات على المنشور، نرحب بها ونرغب بإضافتها.