تروج على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات عن فتح باب الاكتتاب على شقق سكنية “حسب الطلب” في مدينة اللاذقية على أن يسدد المكتتب نصف قيمة العقار سلفا.
يقصد صاحب الحاجة الذي فقد فرصة شراء منزل نتيجة الغلاء العناوين التي تضعها شركات يسمع بها للمرة الأولى أملا في شراء منزل بالتقسيط، ولكن عليه أن يدفع الملايين على صورة يعرضها صاحب المكتب “أبو كذا” لمشروع جذاب وفاتح لشهية الاقتناء.
يتردد البعض، فيما يبادر آخرون لتسليم هذا الأبو كذا كل ما يقتنون لشراء السراب غالبا.
يتم الترويج حاليا لمشروعين كبيرين يصطادان كل الشرائح التي ترغب بشراء منزل، فبرج جوليا دمنا على الكورنيش الجوني للمدينة مخصص للأثرياء وأصحاب المهن ذات المردود العالي مثل الأطباء والمهندسين وكبار المحامين، حيث تتجاوز قيمة الشقة السكنية الصغيرة أو العيادة 450 مليون ليرة سورية لتكون بذلك أغلى من باريس ونيويورك،
أما ضاحية الزيتونة على الطرف الشمالي الشرقي للمدينة فهو مخصص للفقراء ومتوسطي الدخل حيث لا تتجاوز قيمة الشقة فيه 100 مليون، وهذه الأرقام فلكية لكن بيع العقار بالتقسيط قد يغري كثيرين.
شراء منزل بناء على صورة مخطط دون معرفة موقعه بالضبط، يبدو أنها حالة سورية مزمنة لم يتعظ منها البسطاء، فقد سبق أن شهدت مدن دمشق وحلب وحماة مشاريع سرمدية كهذه اختفى القائمون عليها فور اكتمال بيع الشقق على الورق.
يرجح متابعون أن شخصيات رفيعة مقربة من رأس النظام تقف خلف هذه المشاريع من غير أن تظهر للواجهة، وتستولي على أموال الفقراء، وعند الضرورة تقدم أحد الموظفين بهذه المشاريع كبش فداء عند اشتداد المطالبات والملاحقات على أنه صاحب المشروع وسارق أموال الطامحين لاقتناء منزل.