في الساعة الواحدة من ظهيرة أمس أجريت اتصالا هاتفيا بقائد كتيبة بريف اللاذقية بغية سؤاله عن مجريات المعركة وتطوراتها، واضح من صوت الرجل أنه استفاق من نومه على صوت رنين مكالمتي، ترددت بسؤاله لأنه بالتأكيد لا يعرف شيئا عنها.
المهم، أخذ بعض الوقت، غسل وجهه، وشرب قهوته الصباحية، واتصل بي، أخبرني أنه عرف من غرف الواتس والمراصد بوجود معركة بجبل التركمان، وللأمانة، الرجل أبدى امتعاضه من عدم إبلاغه أو مشاركته التحضير لها.
الكتيبة التي يقودها الشخص سابق الذكر جزء من تشكيل أوسع يعمل على المحور ذاته، نعم على المحور ذاته، السؤال، كيف تتم معركة من محور التشكيل العتيد ولا يعلم بها، للحقيقة نقول: الله وحده يعلم تفاصيل ما يجري إلا أن الخطوط العريضة يعرفها الجميع، وهي أن جبهة ريف اللاذقية تشبه حارة كل من إيدو الو.
ثوار أشاوس، مقاتلون شرفاء مخلصون للثورة لم يغادروا جبهاتها منذ بدايات تحرير جبلي الأكراد والتركمان، لكن ابتلوا بقادة عملاء وضيعين، لا يهمهم من الثورة إلا استمرارها كي يستمروا في السرقة والتجارة وممارسة السلطة الزائفة.
بعض ما جرى أمس: ثلاثة فصائل شنت هجوما على موقعين للنظام بجبل التركمان، تقدمت، قتلت عددا كبيرا من مرتزقة النظام، اغتنمت بعض السلاح، عادت أدراجها تحمل 17 شهيدا، انتهت الرواية.
هكذا بكل بساطة جرت المعركة، تكرر سابقاتها، من حيث سوء التخطيط، التفرد بالعمل وعدم التنسيق مع بقية الفصائل، شباب بعمر الورود تزف بقافلة الشهداء، وتعود القيادات إلى تركيا للتجارة وممارسة الرفاهية على شطآن مرسين واسكندرون واستنبول.
حقائق تدمي القلوب بعدما أدمت الأجساد الطاهرة، سنتركها “ليس طويلا” كي لانزيد جراح وآلام ذوي الشهداء والجرحى، لكن، إلى متى سيصمت العناصر الشرفاء وهم الغالبية العظمى على العملاء والخونة وتجار دمائهم من القادات المرتهنة بإشارة الداعم والمتحكم.