عبد السلام حاج بكري
لسان حال عشرات الأحرار من السوريين الذين أعلنوا الإضراب عن الطعام “لأجل الحرية، لأجل الإنسان، لوقف القتل، لأجل سورية العظيمة، أنا أضرب عن الطعام” يريد هؤلاء بأصوات قرقعة أمعائهم الخاوية إيقاظ الضمير العالمي لوقف القتل في سورية والمساعدة في إقامة حكم ديموقراطي يحقق العدالة للشعب الذي تستمر مأساته منذ تسع سنين.
يريد هؤلاء وقف إجرام روسيا وإيران الممثلة بالحرس الثوري وحزب الله وعشرات الميليشيات الطائفية بحق السوريين، يصرخون بجوعهم بوجه العالم “أين إنسانيتك، أين تحضّرك، أين ادعاؤك نصرة الديموقراطية والعدالة وحقوق الإنسان”.
في كل قارات العالم وفي أغلب دوله، هناك اليوم سوريون يضربون عن الطعام نصرة لقضيتهم، الأعداد كبيرة، تتصاعد كل يوم، بدأها بريتا حاج حسن قبل ما يقارب الشهر، لتتبعه موجات عاتية من الأحرار على امتداد جغرافيا الكون.
المضربون قطعوا خطوات هامة باتجاه تنظيم حراكهم، شكلوا لجنة لهذه الغاية، أفرادها مشاركون في الإضراب، يصرخون ويعملون وينظمون متحاملين على جوعهم الذي بدأ يستهلك مخزونهم الجسدي والصحي.
لريف اللاذقية نصيب مهم في حركة الإضراب المطالب بوقف القتل، بدءا من المحامي طارق حاج بكري المقيم في مدينة غازي عنتاب التركية والذي دخل يومه الخامس ممتنعا عن الطعام، وصولا للعديد من الأحرار في الداخل والخارج، كما تطوّع أحد أبنائه لتقديم المساعدة في الترويج الإلكتروني للتحرك، ويسهم آخر برسومات الكاريكاتير.
وأعلنت مديرية صحة اللاذقية الحرة عن إشرافها المباشر والمستمر على الوضع الصحي للمحامي طارق حاج بكري وبقية المشاركين في الإضراب من اللاذقية وريفها، وقال مديرها الدكتور خليل آغا لموقع شبكة إعلام اللاذقية: لن نتوانى عن الوقوف إلى جانبهم ورعايتهم صحيا، إنهم يقومون بعمل مشرّف يهدف لكسر الصمت العالمي عن قتل السوريين.
أما طارق الذي يبدو صامدا رغم أن أثر الإضراب بدأ يظهر تعبا على وجهه فأكد أنه صامد ومستمر في إضرابه حتى يسمع العالم صوت السوريين المنكوبين والمقهورين، وأشاد بدور زملائه وأخوته الأحرار بالوفوف إلى جانبه في تركيا، وتمنى أن يحظى جميع المضربين بنفس السوية من الاهتمام، لكنه عاب على وسائل الإعلام لا سيما المرئي تقصيرها حتى اللحظة في تغطية أخبار الإضراب وأهدافه وأعداد المشاركين فيه.
المهندس محمد الجرف الذي يدخل يومه الخامس من الإضراب في فرنسا يقول:
الإضراب بالنسبة لي هو عودة لثقافة النضال السلمي، عودة للمقاومة المدنية في وجه إجرام النظام.
ويضيف الجرف “بمعنى ما، هو عودة لنبض الثورة الأول عندما التقى الجميع بكل تلاوينهم على هدف واحد. والذي عزز هذا الأمر لدي هو ردود فعل الحاضنة لحملة الإضراب من قبل السوريين، خصوصا سورية الداخل”.
وفي السياق يفكر مؤيدو الإضراب ومناصروه بإضافة نشاطات جديدة عليه، وقد طرح الصحفي محمد خليفة من السويد فكرة تقوم على دعوة الأحرار السوريين جميعا للمشاركة بالإضراب يوما واحدا على الأقل، وقد لا قت فكرته صدى إيجابيا ويجري الآن التنسيق لتحديد اليوم والدعوة للمشاركة فيه.
إضراب، ومضربون كثر، والأعداد تتصاعد، أمعاء خاوية تصرخ بوجه اللا إنسانية الكونية، ولكن هل يصحو ضمير العالم على مأساتنا، هل يتذكر إنسانيته فيتحرك لوقف الإجرام.