نافذة بحرية

من اغتال الساروت في تركيا؟

الساروت خلال تصوير مشهد من فيلم قبل خروجه من حمص

عبد السلام حاج بكري

في الشهر 11 من عام 2013 ورد خبر إصابة عبد القادر الصالح (حجي مارع)، ثم خبر نقله إلى تركيا، ثم خبر شفائه وقرب عودته للجبهات في حلب، وفجأة خبر استشهاده.

التاريخ يعيد نفسه، نفس المسير والأخبار رافقت استشهاد بلبل الثورة وحارسها الأمين.

هل هي مصادفة؟ أغلب الظن: لا،.

يد قذرة تعبث بثورة الكرامة، صاحب اليد يطلب السمع والطاعة من الجميع قيادات وعناصر، ومن لا يقدّم فروض الطاعة، أو يخرج عنها، يقوم بترحيله إلى بارئه مع سرتفيكا تحمل صفة “شهيد”.

لن يكون الساروت آخر ضحايا المجرم الرديف لبشار الأسد، هو تحذير متكرر للشرفاء، إن من تبقى منهم مطلوب للقاتل القابع بيننا ويدّعي نصرة الثورة، بينما يتاجر بها ويمنع انتصارها ويغتال أحرارها.

عندما وصلت أوامر الانسحاب من مدينة كسب عام 2014، نفّذ الأوامر على الفور من تلقّى أوامر دخولها، رفض أمر الانسحاب الثائر الحر باسل سلو، واستمر في المقاومة والقتال حتى أطلقوا عليه رصاصة في رأسه من الخلف، وارتقى شهيدا.

كل أحرار الساحل يعرفون هذا، وأحرار حلب يعرفون أو يخمّنون، قاتل حجي مارع، وعلى كل السوريين أن يعرفوا قاتل حارس حلمهم الساروت، إنها يد واحدة وقاتل واحد.

النظام سعيد بمصرع هؤلاء الشرفاء، وهو حاول مرارا أن يغتالهم، وهناك بين ظهرانينا من هم سعداء أيضا.

الطرفان يتفقان على سبب هذه السعادة، وهو أن من سقطوا كانوا يريدون إسقاط النظام، ذنبهم أنهم خرجوا عن النص، ولم يسلكوا الطريق المرسومة لهم من قبل الكبار.

حارب نظام الأسد الأب والابن كل شخصية تبرز اجتماعيا في سورية، ممنوع وجود شخص محبوب ومطلوب جماهيريا، إنه خطر على وجودهم، على الفور يتم تقزيمه وتشويهه أو اغتياله وربما إخفاؤه عن وجه الأرض.

مثل هذا موجود في صفوف المعارضة وتشكيلاتها، سحقوا رياض الأسعد وشيطنوه، قتلوا حجي مارع وباسل سلو والساروت، وربما غيرهم، القاتل مثل نظام الأسد، لا يريد لشخصية محبوبة الاستمرار، تسرق منه الأضواء والقلوب، تهدد مملكته الوهمية.

هل عرفتم من القاتل؟ ليست أحجية، إنه يقود الائتلاف وهيئة التفاوض ويقبض أموال الثورة ويصرفها على أسلمتها، وتنشئة جيل السوريين الجديد على الولاء له.

هل عرفتموه، يقود مفاوضات أستانة، ويشرف على تسليم المناطق للنظام تباعا، إنه ومشغّلوه يريدون سورية على مقاسه المتطرّف.

نحن بحاجة لثورة تقتلع هؤلاء من بيننا كما حاجتنا لاقتلاع النظام، وربما أكثر.

هل في هذا ما يشير إلى ميولي لنظرية المؤامرة، وليكن، إني أراها الحقيقة.