منذ اليوم اليوم الأول للثورة واكتشافهم أن العالم، كل العالم، تركنا بين أنياب الإجرام الأسدي ورفاقه في الغابة الطائفيين والإيرانيين والروس، ومذ ذاك والثوار يهتفون “يا الله ما لنا غيرك يا الله”.
لقد وقف الله إلى جانبهم، لم يغادرهم لحظة، ولم يسمح لثلّة المجرمين أن يهجّروا أكثر من نصف السوريين، كما منعهم من قتل أكثر من مليون سوري بينهم مائة ألف طفل وامرأة.
لقد كان بهم رحيما، فسخّر لهم “البالم” للهروب إلى إوروبا بحثا عن السلام والأمان، وأسكن كل الخير والإنسانية في نفوس سكان البلدان المستضيفة في الجوار ، ومنحهم الحلم الذي منعهم من تسليم أكثر من خمسين ألف سوري للجزّار، كما حلّاهم بميزة الكرم فأجّروا السوريين اللاجئين قطعا من بساتينهم لإقامة خيمهم عليها، ولم يبادر جميعهم لطردهم وقتما يريدون.
لقد تجلت رحمته تعالى في كبح جماح عنصرية المستضيفين تجاه السوري لتقتصر معاملهمتم لهم على أنهم عبيد، ولم يعاملونهم كحيوانات، كما رفض مشغلو العمال أن يفرضوا عليهم العمل 24 ساعة في اليوم واكتفوا بـ 12 ولم يمنعوا الأجر عنهم بل أعطوهم ما قد يكفي لشراء الخبز.
الله سبحانه وتعالى قصّر يد المجرمين عن استخدام السلاح النووي لإبادة الثوار الذي تضرعوا إليه وناشدوه حمايتهم، فكان خير الحامين.
تذكروا أن الله وحده هو منع الصين وجنوب افريقيا والبرازيل وتايوان عن المشاركة في قتل السوريين، مستجيبا لدعوات السوريين ومناشدتهم الرحمة بهم، وهو أرحم الراحمين.
يصعب إحصاء رحمته تعالى، ويكفي أن تنظروا إلى أشجار الزيتون التي خلقها لنا لنتظلل بها ونعيش تحتها، وقد دمر الأسد وشركاؤه بيوتنا، حاشا أن يتركنا دون مأوى.
شكرا لك يا الله، لقد منعت عمّن تبقى منا الموت كمدا، واكتفيت بدموعنا والقهر، لولاك ربنا كان الأحرار قد انتهوا على يد المجرمين، نقوم اليوم لصلاة العيد تسبيحا واحتسابا وشكرا لجلالتك وعظمتك.
والشكر لك أخيرا وليس آخرا لأنك لم تسمح لمجرمين أشد فتكا بالوصول إلينا.