سبعة أيام متوالية سهرت فيها القاعدة الجوية الروسية في حميميم على وقع استهدافات طائرات الدرونز، وفي كل يوم هناك انفجارات داخلها، لا يستطيع أحد معرفة ماهيتها غير أنها بالتأكيد باتت مؤلمة للروس الذين عادوا لغضبهم وانفعالهم المجنون وعاودوا القصف العشوائي الانتقامي من المدنيين في ريف إدلب بعد هدنة هشّة لم تعرف معالمهما.
صواريخ غراد وطائرات مسيّرة باتت المشهد الليلي المتكرر يسهر عليه سكان القرداحة والقرى المجاورة لها وصولا إلى جبلة وقراها، ولم تعد نتائجها تقتصر على الخسائر المادية، بل هناك قتلى وجرحى يوميا يحاول الروس التعتيم على أخبارها، لكن شبكات الإعلام الموالية تنشر الأخبار على غير رغبة الروس.
كان استهداف القاعدة يتم مرة في الأسبوع أو مرتين على الأغلب، لكنه تزايد خلال الأيام الماضية وبات يحقق إصابات مباشرة، سيارات الإسعاف والإطفاء يتكرر دخولها وخروجها إلى ومن القاعدة، لكن الغريب هو الصمت الروسي عن الجهة التي تسيّر الطائرات، وهي تعرفها تماما.
نعود للتأكيد بأن فصائل المعارضة تبذل ما في وسعها لاستهداف القاعدة غير أنها لا تملك عددا كافيا من الطائرات لتسييرها بشكل يومي ولا تمتلك التقنيات الكافية التي تجعلها تصيب أهدافها، وهذا ما تدركه روسيا جيدا، بل تدرك فوق ذلك بأن موالين لإيران من مجموعات الشبيحة في الساحل السوري هم من يرسل تلك الطائرات من قرية البصة القريبة، وهي تعمد للتمويه على مكان إطلاقها من خلال إشعال النار في مكب النفايات القريب منها، فيحجب الدخان مشاهدتها وهي تغادر أرض معمل العبوات البلاستيكية لصاحبه أيمن جابر المعروف بموالاته لماهر الأسد وإيران.
حتى الآن روسيا تتهم ظاهريا فصائل المعارضة بالقيام بهذا العمل، وتتخذه ذريعة لاستمرار قصفها الجوي على ريف اللاذقية وسهل الغاب وجبل الزاوية، لكن لن تصبر على أنصار إيران طويلا وستعلنها حربا عليهم عند أول خسارة كبيرة معلنة لها في قاعدتها الجوية، وهي تمتنع عن ذلك حتى اللحظة إذ ليس مصلحتها إشهار خلافها مع شركائها الميدانيين في قتل السوريين ونصرة الأسد.