نشر موقع قناة روسيا خبرا عن حشودات إضافية لجيش النظام وصلت ريف اللاذقية في الأيام الماضية بالتزامن مع المعارك التي تدور في ريف حماة وعلى تخوم إدلب وحلب.
الخبر ترافق بتكثيف للقصف الجوي الصاروخي والبراميلي للطيران النظام والطيران الروسي على قرية الكبانة آخر معاقل الثوار في جبل الأكراد بريف اللاذقية، حيث وصل عدد الغارات على القرية إلى 27 يوم الأربعاء، وما يقارب هذا العدد في الأيام السابقة.
رغم اقتصار الخسائر الناجمة عن القصف الجوي على الماديات، وعدم تحقيق إصابات بشرية إلا أنه مستمر بحالة تصاعدية، وسط غياب للامدادات إلى القرية بسبب استهداف الطرق المؤدية إليها.
يصرّ الروس ومعهم النظام على محاولة السيطرة على الكبانة لموقعها الهام من حيث الإشراف على مواقع الثوار في المنطقة وإطلالتها على سهل الغاب وجسر الشغور من ناحية الشرق، الأمر الذي يسهّل عليهم التوجّه إلى المدينة نزولا من الجبال التي لا تزال عصيّة عليهم.
وهذا ما دفعه لمحاولة اقتحامها عشرات المرات، وكلها باءت بالفشل مع خسائر كبيرة في صفوفه، نظرا لمناعة تحصينات الثوار فيها ووعورة الطرق المؤدية إليها.
التصعيد الحالي والحشودات الإضافية تنذر بهجوم كبير يستهدف القرية، في محاولة من النظام وميليشياته لاستغلال انشغال أعداد كبيرة من الثوار بالمعارك في حماة وحلب، ويعتمد هذه المرة على عناصر من حزب الله اللبناني أتى بهم إلى المنطقة لهذه الغاية.
“الوضع خطير ومعقد، يتطلب عملا جادا من الثوار يبعد النظام عن الكبانة وبعض التلال المجاورة لها إذا ما أرادوا الاحتفاظ بالمنطقة وإفشال مخطط النظام باقتحام جسر الشغور من جهة الغرب الجبلية”، هذا ما تحدث به المحلل العسكري طارق حاج بكري.
وأكد في حديث مع شال أن ثوار المنطقة يمتلكون من السلاح والذخيرة ما يكفي للمبادرة بالهجوم وفتح جبهة ريف اللاذقية، وأشار إلى أن الالتحام مع العدو يسلب منه القدرة على استخدام الطيران في المعركة.
اشتعال عدة جبهات في وقت واحد يؤشر على رغبة النظام وحلفائه بخلط الأوراق مجددا ونسف اتفاقات الأستانة، والتفاهمات التركية الروسية، لكن ذلك قد يدفع تركيا إلى إطلاق يد الثوار للرد بالهجوم، وهي التي تمنعهم حتى الآن في محاولة للحفاظ على ما تم الاتفاق عليه في الأستانة.