منذ أيام، تبحث شرطة اللاذقية عن شخص يدعى آصف يونس الذي كان مديرا لمديرية اللاذقية، وهذا المنصب أحدث لأجله خصيصا.
الرجل شبيح من الطراز الرفيع، حمل السلاح وأطلق النار على طلاب جامعة دمشق خلال مظاهراتهم في الشهور الأولى للثورة، حيث كان مديرا للعلاقات العامة في وزارة التعليم العالي قبل أن ينتقل إلى جامعة دمشق ويكلف بالإشراف على مجموعات الشبيحة من الطلاب، وزوّدهم بسلاح أحضره عمار ساعاتي رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بإيعاز من ماهر الأسد ليطلقوا النار على زملائهم ممن يشتركون في المظاهرات.
وعندما لم يعد له دور مهم مع توقف المظاهرات تنقّل بين عدة مناصب في وزارة التعليم العالي ومشافيها لم تلبِّ طموحاته، ولأنه مقرب من الأسرة الحاكمة، تمكن من استصدار أمر بإحداث مديرية في اللاذقية لم يُعرَف عملها، اسمها مديرية اللاذقية، تولاها بنفسه، “أريد أن أستريح، وأبقى في مدينتي” حسبما قال لزملائه السابقين.
ستة شهور قضاها بلا عمل في المنصب المستحدث، قبل أن تتم إقالته دون معرفة الأسباب، لتنقطع أخباره عقب ذلك، ومعروف عن آصف أنه لا يحب الإعلام “والشوشرة” يتنقّل بين المناصب دون ضجيج، حتى أنه لا يحبر أصدقاءه بالعمل المكلف به.
الأسبوع الماضي اتصلت سيدة من هاتف عمومي بشرطة اللاذقية لتبلغ عن غيابه عن منزله في قرية قريبة من القرداحة منذ أكثر من شهر دون معرفة مكانه أو التمكّن من الاتصال به.
شبكة إعلام اللاذقية علمت من مصدر خاص متعاون معها أن الشرطة لم تصدر مذكرة بحث عن المذكور، وكلّفت عناصرها بالبحث عنه دون إعلان ذلك.
مراسل شال محمد الساحلي نقل عن مصدر في شرطة اللاذقية قوله أن اختفاء آصف يونس مثير للريبة، ورجح أن يكون قد تمت تصفية نظرا لامتلاكه الكثير من المعلومات الممنوعة على العامة، “وأتت إقالته على خلفية ذلك، أظن أن القيادة قررت أن دوره انتهى” حسب قول المصدر.
وتتكتم شبكات الإعلام الموالية في الساحل السوري عن الخبر، غير أن صفحات لأشخاص مقربين من آصف نشرت خبر اختفائه، ورجح أحدهم مغادرته البلاد أوروبا بطريق التهريب لأنه مطلوب لجهات أمنية بتهم فساد ورشى.
واللافت أن أسرة آصف لم تأت على نبأ اختفائه، ولم تبلغ السلطات بذلك باستثناء ذلك الاتصال مجهول المصدر.