نافذة بحرية

القصف على حميميم.. لماذا تخفيه روسيا دائما وتعلنه اليوم؟

تصعيد لأهداف متعددة

بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية الاثنين أشار إلى استهداف القاعدة الجوية الروسية في حميميم بـ 36 صاروخ غراد، تم إطلاقها من جبل الزاوية بريف إدلب على دفعتين، وتحدثت عن التصدي للصواريخ وإسقاطها دون تحقيق أهدافها.

يأتي البيان في وقت تتصاعد فيه الحملة الجوية للنظام السوري والطيران الروسي على المدنيين في محافظة إدلب وريف حماة، ويحمل في طياته تبريرا لهذه الهجمة الشرسة.

المفارقة أن روسيا دأبت على كتم أخبار استهداف قاعدتها في حميميم، وهو الذي يتكرر أسبوعيا بالصواريخ والطيران المسيّر، وهي تبادر اليوم للإعلان عن هذه الضربة.

وجد مراقبون في هذا التصريح اليوم، هروبا روسيّا إلى الأمام، حيث تحاول إيجاد مبرر مقبول لاستهدافها المشافي والمدارس ومساكن المدنيين في إدلب وحماة وما تبقى من ريف اللاذقية، ويرجح هؤلاء أن يكون هذا القصف مقدمة لمحاولة السيطرة على قرى في ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي، كخطوة إضافية على طريق إبعاد قوات المعارضة عن المناطق القريبة من حميميم، وتوسيع رقعة السيطرة الروسية في الساحل.

وتقف تركيا محرجة من التصعيد الأخير بصفتها ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي يتم تجاوزه بوقاحة وصلت إلى استهداف نقاط مراقبتها، وهي اليوم بين ناري الضغط الروسي الميداني، والضغط المحلي للرد على مقتل جنودها، وهذا إن حصل فستكون نتائجه خطيرة على الساحة السورية والموقف التركي.

وتكمن إمكانية الرد التركي بدعم الفصائل السورية المقاتلة التي تتبع لها للقيام بعملية عسكرية مهمة في حماة أو باتجاه جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية، بما يعيد لها الاعتبار دون الدخول مباشرة في المعارك، كما كانت تفعل سابقا.

استعدادت دفاعية تتخذها فصائل المعارضة لا تتعدى كونها محاولة لدرء الأخطر، لكن لا مؤشرات فعلية على تحرك هجومي لها، بل على العكس قد يكون الطرف الآخر هو من يستعد للقيام بعملية واسعة تشمل المحاور الثلاثة.

آخر الأخبار الواردة من ساحات القصف تشير إلى أن طائرات روسيّة بالجملة تغير على أرياف المحافظات الثلاث، وقد تم تسجيل 37 غارة على قرية صغيرة مثل الكبانة، ومحاولة تقدم القوات إليها.

كانت روسيا تتعمد التعتيم على القصف الذي تتعرض له قاعدتها في حميميم لثقتها بوجود يد إيرانية تشترك فيه، تجنبا لمزيد من التصعيد مع الشريك اللدود في الحرب على السوريين، وهي اليوم تقصف لتحقيق غايات سياسية تتمثل في المزيد من التنازل التركي على الأرض السورية ولا ضير بالتحجج ظاهريا بأنها ترد على نيران “الإرهاب”.