نشرت وسائل إعلام روسية عدة مقالا نقلا عن موقع قناة روسيا اليوم باللغة الروسية يطرح تساؤلا تحاول الحكومة الروسيّة التهرّب من الإجابة عليه، مفاده، من يقف وراء القصف الجوي المتكرر بالطيران المسيّر على القاعدة الجوية الروسية في حميميم؟
متابعو الموضوع يدركون ببساطة أن روسيا وإيران والنظام يتفقون على التعتيم على موضوع تكرار القصف على المطار دون معرفة السبب، غير أن البعض أرجعه إلى رغبتهم بعدم إظهار خلافاتهم البينية إلى العلن، رغم نشر بعض الشبكات الإعلامية الموالية لصور وبث مباشر للقصف بين الفترة والأخرى قبل أن تتراجع وتحذف كل ما نشرت وسجّلت.
غير أن كاتب المقال الروسي يطرح إجابات على التساؤل تحمل عدة احتمالات، فهو لا يستبعد وقوف إيران خلف القصف عبر أنصار لها من كنف النظام، يطلقون هذه الطائرات من قرية “البصة” القريبة من القرداحة، وكنا في شبكة إعلام اللاذقية “شال” أول من أشار إلى هذا المعلومة وهي من مصادر مقربة من النظام.
وأشرنا حينها إلى أن المدعو أيمن جابر يطلق هذه الطائرات المسيّرة باتجاه القاعدة الروسية من مصنع للعبوات البلاستيكية يمتلكه في القرية المذكورة، والمدعو أيمن جابر معروف بتصنيعه البراميل المتفجرة وملقب بـ “أبو البراميل” التي يستخدمها النظام بقصف المدنيين السوريين في المناطق المعارضة له، وهو من المحسوبين على إيران.
خلافات بين إيران وروسيا في سوريا طفت إلى السطح مؤخرا، تطورت لاشتباكات محدودة في أكثر من موقع، وقد يعود سببها الأساسي إضافة للتنافس على المزيد من المكاسب إلى معرفة روسيا بوقوف إيران خلف استهداف قاعدتها الجوية.
كاتب المقال لم يستبعد أن تكون الطائرات المسيرة فعلا أمريكيا تنطلق من بوارجها في المتوسط، لمنع الاستقرار الروسي في سورية ووضعها تحت الضغط الدائم، غير أن ما استبعده المقال تماما هو أن تكون طائرات الدرونز مرسلة من مناطق المعارضة معللا ذلك بعجزها عن القيام بهذه الخطوة الكبيرة حيث تفتقد التقنيات الكافية.
المقال بشكل عام ينشر أغلب ما كانت شبكة إعلام اللاذقية قد نشرته على موضوعين خلال الأيام الماضية، وهو تحدث عن استهداف القاعدة مرتين أسبوعيا على الأقل وكأنه يأخذ بحرفية ما نشرته شال.
بعد هذا، التساؤل الذي يطرح نفسه، ماذا ستفعل روسيا حيال القصف المتكرر على قاعدتها بعد أن فضحت وسائل إعلامها ما كانت تحاول إخفاءه كل الوقت، هل تصعّد تجاه إيران وتجتث أتبعاها ولا سيما المدعو أيمن جابر أم ستستمر على نفس المنوال الحالي من التعامل القائم على إسقاط تلك الطائرات فقط؟